أعتق الأشياء التي تحبها ، فإن عادت إليك فهي ملكٌ لك إلى الأبد . ا. ه
هذا الحكيم ممتلئٌ بالحرية لا يريد أن تمتلكه الأشياء أيّاً كانت وأيّاً كان حبه لها .
ولكنه وضع قيداً جميلا يوضح تلك الأشياء التي يحبها وتلك التي يتوهم انه يحبها ثم يعتقها، يفتح لها أبواب الرحيل ، يُشرع لها مراكب النسيان ، فما عاد من هذه الأشياء فليمتلكه للأبد ، ملكٌ مؤبد ، لأن ما يحبك سيعود حتماً ، لن يخرج من أبواب الرحيل ، ولن يعتلي مراكب النسيان .
ذات صباح روحاني عانقت فيه السماء قررتُ أن أعتق اكثر الأشياء احبها وأعشقها ، قررت أن أعتق حبيبتي ، أغلقت النوافذ، احرقت الجسور بيننا ، نزعت مزارع الورد كلها، فتحت لها باب الرحيل، اشرعت لها مراكب السفر ، منحتها صكوك الحرية بعد ان كسرت قيودها ، ومضيتْ لا ادري الى أين !
بكيتُ بداخلي لاجلها ولكني عزمتُ على عدم الالتفات لكل ذرة بداخلي تناديها للعودة، حاربتُ صوتها تفاصيلها ذكرياتها كمحارب جبلي قديم كأنني امام عدو شرس سيفتك بي في اي لحظة !
ولكن :
عادت أشرقت مجدداً انتصرت وهُزمتْ ، صدق كونفوشيوس وكذبتْ نوافذي المغلقة !
العجيب :
أنها عادت اكثر نضجاً وعاصفة وبراكين ، عادت وكأنها أحد تلاميذ كونفوشيوس عادت واهدتني جملته السابقة وكأنها تعلم أنني أتقازم دوما امام حكمتها وصبرها ، عادت لتهديني جملتي الاولى التي أضعتها من سنين ، عادت ملهمةً لي ،
لم اكذب ولم أَخُنْ ولكنني يا حبيبتي أتضاءل أمام عظمتك
لن أسألكِ عن شيء حتى تُحدثي لي منه ذكراً .
كوني قريبة لأكتبكِ روايةً ابدية، لأصنع منك تمثالا مقدساً ، لأجعل منك جملةً موسيقية تغار منها النساء
فأنتِ ملكي الى الأبد
الى الأبد !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق