أُقيم بين نهديها ..!

أُقيم بين نهديها ..!
أقــيـم بـيـن نـهـديـهـا ..!

الجمعة، 14 أغسطس 2015

كونفوشيوس و فتاة الإلهام !

كونفوشيوس الحكيم الصيني ذا الحِكٓم البالغة الموجزة ، والجمل القصيرة الرائعة ، يقول :
أعتق الأشياء التي تحبها ، فإن عادت إليك فهي ملكٌ لك إلى الأبد . ا. ه

هذا الحكيم ممتلئٌ بالحرية لا يريد أن تمتلكه الأشياء أيّاً كانت وأيّاً كان حبه لها .
ولكنه وضع قيداً جميلا يوضح تلك الأشياء التي يحبها وتلك التي يتوهم انه يحبها ثم يعتقها، يفتح لها أبواب الرحيل ، يُشرع لها مراكب النسيان ، فما عاد من هذه الأشياء فليمتلكه للأبد ، ملكٌ مؤبد ، لأن ما يحبك سيعود حتماً ، لن يخرج من أبواب الرحيل ، ولن يعتلي مراكب النسيان .

ذات صباح روحاني عانقت فيه السماء قررتُ أن أعتق اكثر الأشياء احبها وأعشقها ، قررت أن أعتق حبيبتي ، أغلقت النوافذ، احرقت الجسور بيننا ، نزعت مزارع الورد كلها، فتحت لها باب الرحيل، اشرعت لها مراكب السفر ، منحتها صكوك الحرية بعد ان كسرت قيودها ، ومضيتْ لا ادري الى أين !

بكيتُ بداخلي لاجلها ولكني عزمتُ على عدم الالتفات لكل ذرة بداخلي تناديها للعودة، حاربتُ صوتها تفاصيلها ذكرياتها كمحارب جبلي قديم كأنني امام  عدو شرس سيفتك بي في اي لحظة !

ولكن :
عادت أشرقت مجدداً انتصرت وهُزمتْ ، صدق كونفوشيوس وكذبتْ نوافذي المغلقة !

العجيب : 
أنها عادت اكثر نضجاً وعاصفة وبراكين ، عادت وكأنها أحد تلاميذ كونفوشيوس عادت واهدتني جملته السابقة وكأنها تعلم أنني أتقازم دوما امام حكمتها وصبرها ، عادت لتهديني جملتي الاولى التي أضعتها من سنين ، عادت ملهمةً لي ،

لم اكذب ولم أَخُنْ ولكنني يا حبيبتي أتضاءل أمام عظمتك
لن أسألكِ عن شيء حتى تُحدثي لي منه ذكراً .

كوني قريبة لأكتبكِ روايةً ابدية، لأصنع منك تمثالا مقدساً ، لأجعل منك جملةً موسيقية تغار منها النساء

فأنتِ ملكي الى الأبد 
الى الأبد !





الأربعاء، 6 أغسطس 2014

صـدمــة!

صدمة
حين  أريد البكاء فيمتنع
صدمة
حينما أكون جبانا في الكلام شجاعا في الكتابة
صدمة
حينما أبكي أمام جمال من أحببتُ
صدمة
حينما تموت فرحتي التي انتظرتها سنين
صدمة
حينما يغني كاظم:
وفي الأخير كل النهايات الفراق مافيه فرص
وفي الأخير ما فيه نهايات بلقاء الا في خيالات القصص

صدمة
حينما تغني ام كلثوم:
أيها الساهر تغفو
تذكر الجرح فتصحو
فتعلم كيف تنسى
وتعلم كيف تمحو

صدمة يا أم كلثوم
وكيف أنسى
وكيف امحو

صدمة
حينما أغتال حبيبتي
صدمة
حين اجرحها مرتين
صدمة
حينما لا اعرف كيف أحب 
صدمة
حينما احاول المحافظة على الأشياء الجميلة فأفقدها بسرعة لأنني اخشى خسارتها
صدمة
حينما لا يبقى لي وقت انكساري سوى الكتابة
صدمة
حينما أحبّتني فتاة الجبل
صدمة
حينما افرح كثيرا ، فمنذ سنين فرحي الكثير يعني حزنا طويلا يعقبه
صدمة
لأنني لم أعرف لغة البحار
صدمة
لأنني انسكبتُ كثيراً امام حبيبتي
صدمة
لأنني سأعود لرقصتي الاخيرة
صدمة
لأن شمس الحب غربت
صدمة
لأنني سأغلق نافذتي ولن أفتحها أمام اي انثى بعد حبيبتي
صدمة
لأننا انتهينا قبل ما نقول ابتدينا
صدمة
حينما تقول حبيبتي:
نحيا بكلمة ونموت بحرف
صدمة
حينما ارحل قبل ان تشرح لي ذلك

يا ربي
هل خلقتني من جبل لأتحمل كل هذا؟

تبا للشقاء ولي ولنافذتي!

وأغلقتُ نافذتي..!

كم خشيتُ فتح نافذتي بإنتظار إحداهن أن تمرّ..
وذات يوم قدمتْ إحداهن صدفة..
أتت تحمل النار والنور بيديها
أهدتني عمرا لم احلم به ابدا .. أهدتني نفسي التي أضعتها منذ ذلك الحادث المؤلم..أخرجتني من قبري..ملأت بيتي المهجور فرحة ورقصة نسيتها منذ زمن..معها وحدها شعرتُ بالأمان بالحب بالسعادة أحببتُ الدنيا مجددا
ولكن!
لأني جبلي لم أفهم لغة البحر..خاطرتُ كطفل يحسب أن الموج مجرد لعبة..لم أحسب حساب الريح فهلكتْ.!
هذه العظيمة برغم اكسجينها الا أنني اختنقتْ..برغم ماءها الإ أنني إحترقتْ
آهٍ كم أنا ضعيف ومشتت ومبعثر ومزدحم بالألم..
آهٍ كم حاربت الأشياء الجميلة في حياتي وكم قتلتها..
يا لجهلي ..
نافذتي قاتلكِ الله من نافذة
سأغلقكِ الى الأبد ..سأعود لقوقعتي لوحدتي كسيراً حسيراً فما زلتُ صغيرا على الحب..طفلا على لغة البحر..
سأعود لرقصتي الاخيرة
مع غروب شمس هذا اليوم المشئوم لملمت بقاياي وجراحي واحزاني ودفاتري وأقلامي..مزقت أحلامي وأحرقت ما تبقى لي من أمل وهانذا أغادر بحرا لطالما خشيته وانبهرت أمامه.

فيا رب
لقد عاقبتني كثيرا
وانا أستحق
يا رب 
هل وحدتي معصية؟
هل غربتي ذنب؟
يا رب لا أريد شيئاً فقط انزع قلبي الذي بين جنبي
 وارحني أرجوك 
يا رب اريد قبرا باردا في أعالي الجبال 
أرجوك امنحني إياه !

الاثنين، 28 يوليو 2014

لاهوت الحب وناسوت الجسد.!

مهد الغرام ومسرح الغزلان
حيث الهوى ضرب من الإيمان
تتعانق الروحان فيه صبابة
ويعف أن يتعانق الجسدان
فإذا سمعت بعاشقين فقل هما
ملكان متصلان منفصلان

فلسفة الحب بين لاهوته وناسوته :
اللاهوت سماوي والناسوت أرضي، والحب يتدرج ما بين الأمرين ..
فكلما كان الحب لاهوتي كانت الروح اقرب للسماء، ففي هذه الحالة يكون الحب بين الأرواح ..
وهذه أسمى وأرقى درجات الحب.

وإن كان الحب ناسوتي فهنا يمارس الجسد مع جسد من يحبه الحب..الإ أن الروح قد تخبو في حبها، فما بين الروح والجسد يتدرج الحب..

شكوت لحبيبتي فراق أرضها..
فقالت : بأنها لا تؤمن بالمسافات وقوانينها ، 
وبأن روحها طائرة محلقة في السماء مع روح من تهوى.!

علمت يقينا أن حبيبتي لاهوتية سماوية ستأخذني لأقصى درجات السماء.
شاهقة عالية هي حبيبتي
.
علمت أيضاً بأن حب الأرواح سيبقى وسيكتب على صفحة السماء.!

السبت، 26 يوليو 2014

الشيب..والمرايا..وذاكرتي.!

لطالما كرهت المرايا..
وكرهت وقوفي أمامها..
لا لشيئ.!
ولكن لأنها تكذب علينا
وتثرثر أكثر منا..
فهي لا تعكس منا سوى الصورة الخارجية فقط..
ولا تستطيع أبدا عكس دواخلنا الموحشة المظلمة..
المرايا وحدها تثرثر أمامي.

ولطالما رهبت الشيب وخشيته..
كنت أعشق اللون الأبيض وأعتبره سيد الألوان..
عتبت كثيراً على أمل دنقل حينما خاصم اللون الأبيض أثناء مرضه الأخير..

آه..ولكن هذه الليلة بدأت أعيد التفكير جيداً..
حينما وقفت مجبرا أمام المرآة..حينما شاهدت سيد الألوان
يهاجم رأسي من كل الإتجاهات..

فكرت طويلاً..تنهدت..حاكمت أيامي أمام المرآة..
جعلت المرآة شاهدة على مخاصمتي للون الأبيض..

هاجت ذكرياتي وسحبتني للخلف كثيراً كثيراً..
وذاكرتي التي بدأت أشاغلها بحب جديد وأشتتها وسط الزحام
حتى تبقى نائمة..تفاجأت بها تستيقظ من جديد..
تعثرت بها..سقطت..أردت خلعها..او حتى تنويمها فلم أستطع.
أخذتني على حين غرة إلى أيام خلت..
إلى أماكن مهجورة..
هيجت وجدي..
فتحت أمامي دهاليز ظننتها مغلقة من زمن..
أيقظت أناساً كثيرين من مقابرهم..
أخذتني إلى تفاصيل مؤلمة..
أحداث لطالما امرضتني..
ليتها بقيت نائمة إلى الأبد..

تبا لك أيها اللون الأبيض.!
أيعقل أن تفعل بي كل هذا..
وأنا وطوال سبع وثلاثين سنة أحبك وأفضلك على كل الألوان
أيعقل وأنت اللون المتصالح مع نفسك أن تلقي بي في دهاليز الذاكرة. ؟
أيعقل أن أبدأ من اليوم بكرهك وحب المرايا. ؟
لا أعلم..
اللهم هبني ذاكرة كذاكرة المرايا..
فلطالما اشقتني..
وارزقني لونا أحبه ويحبني..
فاللون الأبيض كشف ضعفي أمام المرآة وعرى أيامي..
اللهم هبني ثرثرة بها يطمئن قلبي..
يارب افتح لي مرآة بداخل نفسي حتى اجدك.!

الجمعة، 25 يوليو 2014

حبيبتي تغار من سيجارتي..!

أنا :
وما أنسى لا أنسى وقوفي أمامها
وفي نفسها شك بصدقي وفي ودي

حبيبتي :
فقالت لهينك الهوى في لفافة
تعشقها قبلي وما زلت من بعدي
نحيلة جسم ألبستك نحولها
وصدتك عن وصلي وأغرتك في صدي
على بعدها ما كنت تصبر ساعة
وتصبر أياما طوالا على بعدي
فدعني إني أكره الشرك في الهوى
وما نالني إلا الذي هام بي وحدي
فلا يسع القلب اثنتين بحبه
وهل يستوي سيفان لو شئت في الغمد

أنا :
فقلت لها مهلا فما كنت مذنبا
وها أنا باق في هواك على عهدي
أتعروك من هذي اللفافة غيرة
وما بعدها يشفي ولا قربها يجدي
ولكنها إن غبت كانت نديمتي
على الرغم أن ليست تعيد ولا تبدي
أراك خيالا في ضباب دخانها
تغلغل من أحلامي البيض في برد
أرى فيه حينا شكل عين جميلة
وألمس حينا فيه تكويرة النهد
وإن مضني سهد وطال بي الدجى
وكانت بقربي ما تذمرت من سهدي

حبيبتي تغار من سيجارتي..

الأربعاء، 23 يوليو 2014

إنكسار الورد..!

أرق الكائنات وأجملها الورد..
الجبلي يحب الورد لأنه في الأصل فلاح يجيد التعامل مع
كل المزروعات في حقوله..
لكن الورد يحتاج بستاني أكثر من حاجته للفلاح..

في صباح مؤلم ومظلم كالليل
أراد الفلاح شم أجمل وردة في حقله
ولكنه كسرها عن غير قصد..

كان يحب هذه الوردة الوحيدة في حقله
ويفضلها على كل الشجيرات الطفيلية المتناثرة هنا وهناك..

نسي لفرط جهله أن لغة الورد رقيقة
نسي أن الورد حساس تجاه لغة الجبل الوعرة..
نسي أن الورد يذبل إن قطع عنه الماء..

أراد أن يقطف هذه الوردة في غير أوان قطافها..
أراد أن يشمها..أن يضمها إلى صدره المليئ بالانكسارات
أن يتملكها ويدخلها ضمن ممتلكاته القليلة جداً..

ولكن..
لكن....
للأسف...

تكسرت الوردة بين يديه..وانحنت..وشاهد في هذا الصباح ذبولها..
أراد أن يسقيها بدمع عينيه..
قرر أن يهرب من حقوله..
أن يعود لكهفه ويرتدي صمته..
أن يكفر عن ذنبه العظيم الذي ارتكبه..
أن يحرق حقله ثم نفسه..

ولكن..وحينما شاهد الوردة تذبل
ولأنه جبلي
فيه شيئ كثير من الريح المتقلبة
وكثير من براءة القروي وصدقه

قرر أن يضم الوردة لصدره..
أن يشمها..
أن يعيد زراعتها مرة أخرى..
أن يعتني بها وأن يحرق كل حقوله قربانا لوردته..
قرر أن يهجر كل شجيراته .. وأن يبقى فقط مع وردته..

فالجبلي متطرف في مشاعره..
فإن أحب شيئاً ضحى لشيئه بكل شيئ..
إن أحب عذب نفسه واحرقها وتحامل عليها..

بكى..وتألم .. وابتهل لله أن يحفظ له وردته وأن يأخذ كل حقوله..

لا زال يريد التكفير عن ذنبه..
فالجبلي ولأنه في مكان مرتفع يشعر أنه قريب جداً من السماء..ولن يرفع رأسه من ابتهالاته حتى يعلم أن وردته عادت شامخة في حقله..

انثاي وردة رقيقة..
تزين حقلي..
وسوف اتعلم منها لغة الورد..
وادبيات البستاني الماهر..
سابقيها حية في حقل قلبي..
سأسقيها ماء زلالا..
لن أسمح بذبولها أو كسرها وإن تكسرت نفسي..

إنها وردتي التي أحببت..
فيا رب
يا أنت
أيها الجميل
يامن خلقت الوردة في حقلي
يامن كسيت وردتي رقة وجمالا
ابتهل إليك بانكساري بين يديك
يا مولاي
يا مولاي
إحفظ لي وردتي
وخذ كل حقولي.. لا أريدها..

يا رب ..