أُقيم بين نهديها ..!

أُقيم بين نهديها ..!
أقــيـم بـيـن نـهـديـهـا ..!

الأربعاء، 23 يوليو 2014

إنكسار الورد..!

أرق الكائنات وأجملها الورد..
الجبلي يحب الورد لأنه في الأصل فلاح يجيد التعامل مع
كل المزروعات في حقوله..
لكن الورد يحتاج بستاني أكثر من حاجته للفلاح..

في صباح مؤلم ومظلم كالليل
أراد الفلاح شم أجمل وردة في حقله
ولكنه كسرها عن غير قصد..

كان يحب هذه الوردة الوحيدة في حقله
ويفضلها على كل الشجيرات الطفيلية المتناثرة هنا وهناك..

نسي لفرط جهله أن لغة الورد رقيقة
نسي أن الورد حساس تجاه لغة الجبل الوعرة..
نسي أن الورد يذبل إن قطع عنه الماء..

أراد أن يقطف هذه الوردة في غير أوان قطافها..
أراد أن يشمها..أن يضمها إلى صدره المليئ بالانكسارات
أن يتملكها ويدخلها ضمن ممتلكاته القليلة جداً..

ولكن..
لكن....
للأسف...

تكسرت الوردة بين يديه..وانحنت..وشاهد في هذا الصباح ذبولها..
أراد أن يسقيها بدمع عينيه..
قرر أن يهرب من حقوله..
أن يعود لكهفه ويرتدي صمته..
أن يكفر عن ذنبه العظيم الذي ارتكبه..
أن يحرق حقله ثم نفسه..

ولكن..وحينما شاهد الوردة تذبل
ولأنه جبلي
فيه شيئ كثير من الريح المتقلبة
وكثير من براءة القروي وصدقه

قرر أن يضم الوردة لصدره..
أن يشمها..
أن يعيد زراعتها مرة أخرى..
أن يعتني بها وأن يحرق كل حقوله قربانا لوردته..
قرر أن يهجر كل شجيراته .. وأن يبقى فقط مع وردته..

فالجبلي متطرف في مشاعره..
فإن أحب شيئاً ضحى لشيئه بكل شيئ..
إن أحب عذب نفسه واحرقها وتحامل عليها..

بكى..وتألم .. وابتهل لله أن يحفظ له وردته وأن يأخذ كل حقوله..

لا زال يريد التكفير عن ذنبه..
فالجبلي ولأنه في مكان مرتفع يشعر أنه قريب جداً من السماء..ولن يرفع رأسه من ابتهالاته حتى يعلم أن وردته عادت شامخة في حقله..

انثاي وردة رقيقة..
تزين حقلي..
وسوف اتعلم منها لغة الورد..
وادبيات البستاني الماهر..
سابقيها حية في حقل قلبي..
سأسقيها ماء زلالا..
لن أسمح بذبولها أو كسرها وإن تكسرت نفسي..

إنها وردتي التي أحببت..
فيا رب
يا أنت
أيها الجميل
يامن خلقت الوردة في حقلي
يامن كسيت وردتي رقة وجمالا
ابتهل إليك بانكساري بين يديك
يا مولاي
يا مولاي
إحفظ لي وردتي
وخذ كل حقولي.. لا أريدها..

يا رب ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق