أُقيم بين نهديها ..!
الاثنين، 28 يوليو 2014
لاهوت الحب وناسوت الجسد.!
السبت، 26 يوليو 2014
الشيب..والمرايا..وذاكرتي.!
لطالما كرهت المرايا..
وكرهت وقوفي أمامها..
لا لشيئ.!
ولكن لأنها تكذب علينا
وتثرثر أكثر منا..
فهي لا تعكس منا سوى الصورة الخارجية فقط..
ولا تستطيع أبدا عكس دواخلنا الموحشة المظلمة..
المرايا وحدها تثرثر أمامي.
ولطالما رهبت الشيب وخشيته..
كنت أعشق اللون الأبيض وأعتبره سيد الألوان..
عتبت كثيراً على أمل دنقل حينما خاصم اللون الأبيض أثناء مرضه الأخير..
آه..ولكن هذه الليلة بدأت أعيد التفكير جيداً..
حينما وقفت مجبرا أمام المرآة..حينما شاهدت سيد الألوان
يهاجم رأسي من كل الإتجاهات..
فكرت طويلاً..تنهدت..حاكمت أيامي أمام المرآة..
جعلت المرآة شاهدة على مخاصمتي للون الأبيض..
هاجت ذكرياتي وسحبتني للخلف كثيراً كثيراً..
وذاكرتي التي بدأت أشاغلها بحب جديد وأشتتها وسط الزحام
حتى تبقى نائمة..تفاجأت بها تستيقظ من جديد..
تعثرت بها..سقطت..أردت خلعها..او حتى تنويمها فلم أستطع.
أخذتني على حين غرة إلى أيام خلت..
إلى أماكن مهجورة..
هيجت وجدي..
فتحت أمامي دهاليز ظننتها مغلقة من زمن..
أيقظت أناساً كثيرين من مقابرهم..
أخذتني إلى تفاصيل مؤلمة..
أحداث لطالما امرضتني..
ليتها بقيت نائمة إلى الأبد..
تبا لك أيها اللون الأبيض.!
أيعقل أن تفعل بي كل هذا..
وأنا وطوال سبع وثلاثين سنة أحبك وأفضلك على كل الألوان
أيعقل وأنت اللون المتصالح مع نفسك أن تلقي بي في دهاليز الذاكرة. ؟
أيعقل أن أبدأ من اليوم بكرهك وحب المرايا. ؟
لا أعلم..
اللهم هبني ذاكرة كذاكرة المرايا..
فلطالما اشقتني..
وارزقني لونا أحبه ويحبني..
فاللون الأبيض كشف ضعفي أمام المرآة وعرى أيامي..
اللهم هبني ثرثرة بها يطمئن قلبي..
يارب افتح لي مرآة بداخل نفسي حتى اجدك.!
الجمعة، 25 يوليو 2014
حبيبتي تغار من سيجارتي..!
أنا :
وما أنسى لا أنسى وقوفي أمامها
وفي نفسها شك بصدقي وفي ودي
حبيبتي :
فقالت لهينك الهوى في لفافة
تعشقها قبلي وما زلت من بعدي
نحيلة جسم ألبستك نحولها
وصدتك عن وصلي وأغرتك في صدي
على بعدها ما كنت تصبر ساعة
وتصبر أياما طوالا على بعدي
فدعني إني أكره الشرك في الهوى
وما نالني إلا الذي هام بي وحدي
فلا يسع القلب اثنتين بحبه
وهل يستوي سيفان لو شئت في الغمد
أنا :
فقلت لها مهلا فما كنت مذنبا
وها أنا باق في هواك على عهدي
أتعروك من هذي اللفافة غيرة
وما بعدها يشفي ولا قربها يجدي
ولكنها إن غبت كانت نديمتي
على الرغم أن ليست تعيد ولا تبدي
أراك خيالا في ضباب دخانها
تغلغل من أحلامي البيض في برد
أرى فيه حينا شكل عين جميلة
وألمس حينا فيه تكويرة النهد
وإن مضني سهد وطال بي الدجى
وكانت بقربي ما تذمرت من سهدي
حبيبتي تغار من سيجارتي..
الأربعاء، 23 يوليو 2014
إنكسار الورد..!
أرق الكائنات وأجملها الورد..
الجبلي يحب الورد لأنه في الأصل فلاح يجيد التعامل مع
كل المزروعات في حقوله..
لكن الورد يحتاج بستاني أكثر من حاجته للفلاح..
في صباح مؤلم ومظلم كالليل
أراد الفلاح شم أجمل وردة في حقله
ولكنه كسرها عن غير قصد..
كان يحب هذه الوردة الوحيدة في حقله
ويفضلها على كل الشجيرات الطفيلية المتناثرة هنا وهناك..
نسي لفرط جهله أن لغة الورد رقيقة
نسي أن الورد حساس تجاه لغة الجبل الوعرة..
نسي أن الورد يذبل إن قطع عنه الماء..
أراد أن يقطف هذه الوردة في غير أوان قطافها..
أراد أن يشمها..أن يضمها إلى صدره المليئ بالانكسارات
أن يتملكها ويدخلها ضمن ممتلكاته القليلة جداً..
ولكن..
لكن....
للأسف...
تكسرت الوردة بين يديه..وانحنت..وشاهد في هذا الصباح ذبولها..
أراد أن يسقيها بدمع عينيه..
قرر أن يهرب من حقوله..
أن يعود لكهفه ويرتدي صمته..
أن يكفر عن ذنبه العظيم الذي ارتكبه..
أن يحرق حقله ثم نفسه..
ولكن..وحينما شاهد الوردة تذبل
ولأنه جبلي
فيه شيئ كثير من الريح المتقلبة
وكثير من براءة القروي وصدقه
قرر أن يضم الوردة لصدره..
أن يشمها..
أن يعيد زراعتها مرة أخرى..
أن يعتني بها وأن يحرق كل حقوله قربانا لوردته..
قرر أن يهجر كل شجيراته .. وأن يبقى فقط مع وردته..
فالجبلي متطرف في مشاعره..
فإن أحب شيئاً ضحى لشيئه بكل شيئ..
إن أحب عذب نفسه واحرقها وتحامل عليها..
بكى..وتألم .. وابتهل لله أن يحفظ له وردته وأن يأخذ كل حقوله..
لا زال يريد التكفير عن ذنبه..
فالجبلي ولأنه في مكان مرتفع يشعر أنه قريب جداً من السماء..ولن يرفع رأسه من ابتهالاته حتى يعلم أن وردته عادت شامخة في حقله..
انثاي وردة رقيقة..
تزين حقلي..
وسوف اتعلم منها لغة الورد..
وادبيات البستاني الماهر..
سابقيها حية في حقل قلبي..
سأسقيها ماء زلالا..
لن أسمح بذبولها أو كسرها وإن تكسرت نفسي..
إنها وردتي التي أحببت..
فيا رب
يا أنت
أيها الجميل
يامن خلقت الوردة في حقلي
يامن كسيت وردتي رقة وجمالا
ابتهل إليك بانكساري بين يديك
يا مولاي
يا مولاي
إحفظ لي وردتي
وخذ كل حقولي.. لا أريدها..
يا رب ..
السبت، 19 يوليو 2014
حسناء وسيجارة..وبعض من أبي نواس..!
لطالما أذهلني فسق أبي نواس..
لطالما سكرت من خمرياته..
لطالما أبلغ وبالغ في وصف الخمر..
ماذا لو ذاق سيجارة بحضرة الكأس وإحدى الحسناوات.؟
أكان سيكون أكثر عربدة وفسقا.؟
ربما..
هنيئاً له أنثاه التي قال فيها وهي تمد إليه الكأس:
بكف ذات حر في زي ذي ذكر
لها محبان لوطي وزناء
ما أجمله حينما وصف تلك الخمرة:
صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها
لو مسها حجر مسته سراء
وفي أخرى يطالب بكشف إسم الحبيب ساعة السكر :
فبح بإسم من تهوى ودعني من الكنى
لا خير في لذات من دونها ستر
أما انثاي أنا فهي خالصة نقية ..
لا مذاق لكأس الخمر في حضورها
فقط سيجارة أحرق بها كل ما بداخلي من ألم فراقها..
ولن أبوح باسمها لك يا شيخي أبا نواس..فهي مدفونة بداخلي
ولن تستطيع خمرك المعتقة أن تخرجها..
فقط بحضرتك أيتها الحسناء :
سيجارة انفث دخانها كأنه ضباب محترق حتى أشكلك وفق ما يريد خيالي..!
أرجوحة...!
غبتي عني..
ولكن التفاصيل مقيمة هنا..
خصلة من شعرك..
روج شفاتك..
فستانك الأسود..
حمالة نهديك الوردية..
قليل من عطرك في العبوة القديمة..
وأرجوحتك التي لطالما لعبتي عليها كطفلة بريئة..
أعلم أنك لن تعودي
ولن تقرأي مجلداتي
ولن تري سواد أحرفي
وأحزان قلمي..
ولكني فقط أجمع تفاصيلك وأنا أتناول الحزن جرعة جرعة
وأرتدي اللون الرمادي..
وألعب على نفس الأرجوحة في تلك الحديقة القاتمة..
إنني متورط بالتفاصيل..أكاد أختنق..!
بحر..وقليل من أنثى..!
تحكي الأساطير القديمة عن حوريات البحر.!
وسوف اخترع حوريات الجبال..
البحر من صفته الغدر..
والجبال من صفتها الوعورة..
البحر يلفه الموج والغموض والعمق..
والجبال يلفها الضباب والريح والعلو..
لا زلت ارسم انثى من كل هذا الخليط المتناقض..
لدي من هذه الأنثى كثير من بحرها وقليل منها..
كطفل جبلي يهوى البحر وينبهر لرؤيته
ولكن شجاعته تخذله تماماً في المضي قدماً نحو البحر
لا يزال على الشاطئ يرسم برمال البحر حوريته الجبلية البحرية..
وحين ينقضي رسمه تأتي الأمواج عنيفة جداً لتمسح كل ما رسمه وأبدعه..
يبدو أن البحر في عداء مع الجبل..
عاد هذا الطفل ليرسم اسطورته وكأنه ملك البحار
تخيل نفسه أقوى من الأمواج وأعتى وأشد صلابة
تخيل أنه يصارع الأمواج ويحمل أنثاه على ساعديه
ويتجه بها نحو الجبال حيث لا يخشى الوعورة هناك لأنه معتاد عليها...
فهل ينجح الطفل وينتصر على هذا البحر الطاغي
ويحصل على أنثاه كاملة كما تخيل وتصور..؟
لا زال هناك يرسم على الرمل ويأبى الموج إلا طمس خيالاته.!
الجمعة، 18 يوليو 2014
دموع بمذاق الغربة..!
حينما يبكي الرجل فيعني أنه فقد كل شيئ..
ولكن ماذا تعني دموع امرأة غريبة أمام رجل غريب.؟
لا أعلم..
الذي أعلمه :
أنني في ذلك الصباح فقدت كل شيئ امام دموعها..
فقدت الكلام
أضعت الأحرف
والفلسفة
بل واتزاني الداخلي..
أيعقل أن تفعل بي كل هذا دمعات من عين غريبة..
تمنيت لحظتها حينما اجتاحني البرد أن أشرب تلك الدموع الحارة لعل الدفء يعود لرووحي التي عرتها تلك الدموع
وجعلتها جليدا لا يذوب..
دموع بنكهة الغربة..دموع الأنثى تخفي وراءها أساطير وحكايات..لا توجد في كل رواياتي..
الثلاثاء، 8 يوليو 2014
عظام .... وركام....!
تبقى جسدا ناحلا
يلف بعض العظام..!
تبقى رمادا يحوي
قليلاً من الركام...!
كم أكره الزحام..!
كم أشتاق إلى ذاك الظلام..!
رحيل كالحريق..!
ذات يوم أتت تحمل بين جنبيها
أملا وألما ..
تحمل نارا محرقة..
أتت
كشلال جارف..
كشمس متوهجة..
كليل مظلم..
أرادت أن تجعل مني محرقة..
أرادت ان تجعل من عظامي نارا لحبها..
وأن تشعلني لكي ترى ظلام روحها..
أتت ككذبة بيضاء نقية
كخدعة ساحر في سيرك
حطمت كل السدود
كسرت كل القيود
تحاوزت اللامعقول..
أحرقت كل شيئ..
واستباحت كل شبر..
جعلت مني مستوطنة
وعاملتني كأنها محتل يغتصب أرض شعب مغلوب..
قطعت أشجار زيتوني
وأهلكت ورد بساتيني
وفخخت أيامي بقنابل موقوتة..
دمرت بقاياي..
وأنهكت كل قوتي...
ورحلت كناااااااررررر محرقة
ولم يتبق لي سوى رماد الأيام والاماني الكاذبة..